سلس البول هو فقدان القدرة على التحكم في المثانة، مما يؤدي إلى تسرب البول. ويعتبر السلس البول الإجهادي أحد أنواع سلسل البول التي يحدث فيها تسريب للبول عند الضغط الزائد على المثانة نتيجة لحركة أو نشاط معين. وتشمل هذه الأنشطة السعال، الضحك، العطاس، الجري، أو رفع الأثقال وغيره. تجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من السلس لا يرتبط بالإجهاد النفسي.
ما هي عوامل الخطر لـ سلس البول الإجهادي؟
يمكن لأي شخص أن يعاني من سلس البول، لكن هناك بعض العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة بهذا النوع من سلس البول ومنها:
الجنس، حيثُ تعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة من الذكور. تشير التقديرات إلى أن نصف النساء فوق سن 65 عامًا تعانين من سلس البول الإجهادي.
الحمل والولادة (خاصة الولادة الطبيعية).
سن اليأس.
إصابات الأعصاب في الحوض أو أسفل الظهر.
السمنة.
السعال المزمن.
مرض السكري.
تشخيص سلس البول الإجهادي
تشخيص سلس البول الإجهادي يتم عادة من خلال عدة خطوات يقوم بها الطبيب لتحديد السبب الدقيق لهذا النوع من السلس. تشمل هذه الخطوات:
التاريخ الطبي والفحص البدني
يبدأ الطبيب بمراجعة تاريخ المريض الطبي، بما في ذلك أي أعراض قد تم ملاحظتها، وكذلك العوامل التي قد تساهم في ظهور السلس مثل العمر، الحمل السابق، أو العمليات الجراحية.
خلال الفحص البدني، قد يطلب الطبيب من المريض القيام ببعض الأنشطة مثل السعال أو العطس لمعرفة ما إذا كان يتسبب في تسريب البول.
قد يتم إجراء تحليل للبول للتأكد من عدم وجود عدوى أو دم أو مواد أخرى قد تشير إلى مشاكل أخرى في الجهاز البولي.
مخطط ديناميكا المسالك البولية (Urodynamics)
يساعد هذا الفحص على قياس ضغط المثانة وتحديد كيفية عمل المثانة في أثناء التبول.
الفحوصات التصويرية
مثل الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية، لمراقبة المثانة والأنسجة المحيطة والتأكد من عدم وجود أي مشاكل هيكلية.
علاج سلس البول الإجهادي يعتمد على شدة الأعراض، الحالة الصحية العامة للمريض، والأسباب التي قد تساهم في حدوث المشكلة. تتنوع العلاجات من تغييرات في نمط الحياة إلى الإجراءات الطبية والجراحية، ويمكن تلخيص طرق العلاج كما يلي:
تعديلات نمط الحياة
ومنها نذكر ما يلي:
الحفاظ على وزن صحي: زيادة الوزن تضع ضغطًا إضافيًا على المثانة. لذا، يعد فقدان الوزن أحد التدابير التي يمكن أن تساعد في تقليل أعراض سلس البول الإجهادي.
تعديل النظام الغذائي: تقليل تناول الكافيين، الكحول، والأطعمة التي قد تهيج المثانة قد يساعد في تخفيف الأعراض. كما يُنصح بتقليل تناول السوائل قبل النوم لتجنب الحاجة المفرطة للتبول ليلاً.
تحديد مواعيد معينة للتبول.
تمارين قاع الحوض (تمارين كيجل)
تمارين كيجل هي تمارين تهدف إلى تقوية عضلات قاع الحوض، تساعد هذه التمارين في تحسين السيطرة على المثانة والحد من مشاكل سلس البول، بالإضافة إلى تحسين القوة والمرونة في منطقة الحوض.
تتضمن خطوات تمارين قاع الحوض ما يلي:
تحديد العضلات
أول خطوة هي تحديد العضلات التي تحتاج إلى تقويتها. يمكنك ذلك من خلال محاولة وقف التبول في منتصف تدفق البول. العضلات التي تشعر بأنها تعمل عند محاولة إيقاف التبول هي عضلات قاع الحوض المستهدفة في تمارين كيجل.
أداء التمرين
شد عضلات قاع الحوض (كما لو كنت تحاول التوقف عن التبول) ثم ابقى بهذه الوضعية لمدة 3 إلى 5 ثواني.
استرخِ تمامًا لمدة 3 إلى 5 ثوانٍ.
كرر العملية من 10 إلى 15 مرة في مجموعة واحدة. حاول أداء 3 مجموعات في اليوم.
مع مرور الوقت، يمكنك زيادة مدة الانقباض إلى 10 ثوانٍ. ومع التمرين المنتظم، ستلاحظ تحسنًا في القوة والتحكم بعضلات قاع الحوض.
العلاج الجراحي
وهناك العديد من الخيارات أهمها:
جراحة المعلاق (Sling surgery)
جراحة المعلاق تُعد من العلاجات الفعّالة للتعامل مع سلس البول الإجهادي. تتضمن هذه الجراحة وضع أنسجة حول عنق المثانة بهدف تضييقه وشده، مما يساعد على منع تسرب البول خاصةً أثناء السعال أو العطس.
عملية تعليق المهبل Burch Colposuspension
في حالات معينة يتطلب اللجوء إلى النهج البطني لعلاج السلس البولي الإجهادي. يمكن إجرائه عن طريق شق البطن أو المنظار البطني.